الوذمة اللمفاوية والوذمة الشحمية هما حالتان طبيتان شائعتان ولكن غالبًا ما يساء فهمهما وتؤثران بشكل رئيسي على النساء. على الرغم من أنه يمكن أن يكون لهما أعراض متشابهة، إلا أنهما مرضان مختلفان، لكل منهما أسبابه وطرق علاجه. كثير من المرضى لا يعرفون بالضبط الفرق بين هذين المرضين. نود في هذا المقال أن نوضح في هذا المقال في مركز فينازيل المختص بالأوردة (VKZ) في برلين أوجه الاختلاف والتشابه بين الوذمة اللمفاوية والوذمة الشحمية وعلاقتها بالدوالي.
ما هي الوذمة اللمفاوية؟
تعريف الوذمة اللمفاوية وأسبابها
الوذمة اللمفاوية هي حالة مزمنة ناجمة عن تراكم السائل اللمفاوي في الأنسجة. يحدث هذا عندما لا يعمل الجهاز اللمفاوي، المسؤول عن إزالة السوائل الزائدة من الأنسجة، بشكل صحيح. هناك نوعان رئيسيان من الوذمة اللمفاوية:
الوذمة اللمفاوية الأولية: هذا النوع من الوذمة اللمفاوية خلقي ويمكن أن يحدث بسبب تشوهات وراثية. يمكن أن تصبح الأعراض واضحة بالفعل في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو بداية البلوغ.
الوذمة اللمفاوية الثانوية: تتطور هذه الوذمة نتيجة تلف الجهاز اللمفاوي، على سبيل المثال بسبب الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو العدوى أو الإصابات. يمكن أن تسبب الأورام أو الالتهابات الشديدة أيضاً الوذمة اللمفاوية الثانوية.
أعراض الوذمة اللمفاوية
تشمل الأعراض النموذجية للوذمة اللمفاوية التورم، عادةً في الذراعين أو الساقين، والشعور بالثقل أو الشد في المناطق المصابة وتقييد الحركة. قد يبدو الجلد متصلباً أو سميكاً، وقد تحدث عدوى أو التهاب. إذا تُركت الوذمة اللمفاوية دون علاج، فقد تؤدي إلى انخفاض كبير في جودة الحياة.
ما هي الوذمة الشحمية؟
تعريف الوذمة الشحمية وأسبابها
الوذمة الشحمية هي اضطراب مزمن في توزيع الدهون يصيب النساء بشكل شبه حصري. وهو اضطراب وراثي يحدث فيه زيادة متناظرة في الأنسجة الدهنية على الساقين والوركين وأحياناً على الذراعين أيضاً. وعلى النقيض من الوذمة اللمفاوية، لا تؤثر الوذمة الشحمية على الجهاز اللمفاوي مباشرة، بل على الأنسجة الدهنية تحت الجلد.
أعراض الوذمة الشحمية
تشمل أعراض الوذمة الشحمية توزيعاً غير متناسب للدهون، وغالباً ما يقترن ذلك بألم وإيلام وميل إلى الكدمات. غالبًا ما تكون المناطق المصابة لينة وإسفنجية، وفي المراحل المتقدمة يمكن أن يكون هناك تضخم كبير في الأطراف، مما قد يقيد الحركة بشدة. يمكن أن تسبب الوذمة الشحمية أيضاً ضغطاً نفسياً، حيث يعاني المصابون بها غالباً من تغير صورة أجسامهم.
الاختلافات بين الوذمة اللمفاوية والوذمة الشحمية
على الرغم من أن كلاً من الوذمة اللمفاوية والوذمة الشحمية يمكن أن يؤديا إلى تورم الأطراف، إلا أن هناك اختلافات كبيرة:
- توزيع التورم: غالبًا ما تحدث الوذمة اللمفاوية بشكل غير متماثل، بينما تحدث الوذمة الشحمية بشكل متماثل في كلا الساقين أو الذراعين.
- طبيعة التورم: يميل التورم في الوذمة اللمفاوية إلى أن يكون صلباً وثابتاً، بينما يكون في الوذمة الشحمية ليناً وإسفنجياً.
- الأسباب: تنتج الوذمة اللمفاوية عن اضطراب في الجهاز اللمفاوي، بينما الوذمة الشحمية هي اضطراب في توزيع الدهون.
- الألم: غالبًا ما تكون الوذمة الشحمية مؤلمة وحساسة للضغط، في حين أن الوذمة اللمفاوية لا تسبب الألم عادةً ولكنها قد تجعلك تشعر بالضيق.
- تفاقم الأعراض: عادةً ما تتفاقم الوذمة الشحمية بمرور الوقت، خاصةً دون علاج. من ناحية أخرى، يمكن أن يحدث التورم اللمفاوي في نوبات أو يتفاقم بعد محفزات معينة.

العلاقة بين دوالي الأوردة والوذمة اللمفاوية والوذمة الشحمية
الدوالي الوريدية: الأسباب والأعراض
الدوالي هي أوردة متوسعة ومتورمة تحدث عادةً في الساقين. تحدث عندما لا تعود الصمامات الوريدية تنغلق بشكل صحيح ولا يعود الدم ينتقل إلى القلب بشكل فعال. يؤدي ذلك إلى احتقان الدم وزيادة الضغط في الأوردة. تشمل الأعراض ظهور أوردة ملتوية وتورم وألم وشعور بثقل في الساقين وأحياناً تغيرات جلدية أو تقرحات.
دوالي الأوردة والوذمة اللمفاوية
هناك علاقة وثيقة بين الدوالي والوذمة اللمفاوية. إذا كانت الدورة الدموية الوريدية ضعيفة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على الجهاز اللمفاوي. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تطور الوذمة اللمفاوية أو تفاقمها. كما يمكن أن يؤدي ضعف الوظيفة الوريدية إلى تسرب السوائل إلى الأنسجة المحيطة مما يزيد من تفاقم التورم. لذلك من المهم مراعاة الجهاز اللمفاوي عند تشخيص الدوالي وعلاجها.
دوالي الأوردة والوذمة الشحمية
حتى لو كان للدوالي والوذمة الشحمية أسباب مختلفة، فغالباً ما يحدثان معاً. في حالة الوذمة الشحمية، يمكن أن يؤدي النسيج الدهني الزائد إلى إعاقة العودة الوريدية، مما قد يؤدي إلى ظهور الدوالي. وعلى العكس من ذلك، يمكن أن تزيد الدوالي من ضغط وأعراض الوذمة الشحمية. لذلك يجب أن يأخذ العلاج الشمولي كلا الجانبين في الاعتبار من أجل تحقيق التخفيف الأمثل للأعراض.
التشخيص والعلاج
التشخيص
يتطلب تشخيص الوذمة اللمفاوية والوذمة الشحمية والدوالي فحصاً سريرياً شاملاً وغالباً ما يتطلب أيضاً إجراءات تصوير مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير اللمفاوي. يمكن للأخصائي المتمرس إجراء التشخيص الصحيح بناءً على الأعراض ونتائج الفحص. من المهم أيضًا أخذ تاريخ طبي شامل من أجل النظر في عوامل الخطر الفردية والتاريخ الطبي للمريض.
علاج الوذمة اللمفاوية
عادةً ما يتضمن علاج الوذمة اللمفاوية ما يلي
- التصريف اللمفاوي اليدوي: تقنية تدليك خاصة لتعزيز التصريف اللمفاوي.
- العلاج بالضغط: استخدام الضمادات أو الجوارب الضاغطة لتقليل التورم.
- العلاج بالتمارين الرياضية: تمارين خاصة تحفز التدفق الليمفاوي.
- العناية بالبشرة: تجنب الإصابات والالتهابات من خلال العناية الدقيقة بالبشرة.
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يكون من الضروري علاج الدوالي الموجودة من أجل القضاء على اضطراب الارتجاع الوريدي وتقليل الضغط على الجهاز اللمفاوي. تتوفر طرق مختلفة طفيفة التوغل لهذا الغرض.
علاج الوذمة الشحمية
يركز علاج الوذمة الشحمية على تقليل الأعراض وتحسين نوعية الحياة. تشمل خيارات العلاج ما يلي
- العلاج بالضغط: استخدام الجوارب أو السراويل الضاغطة لتقليل التورم وتحسين الدورة الدموية.
- التصريف اللمفاوي اليدوي: لتقليل التورم وتخفيف الانزعاج.
- العلاج بالتمارين الرياضية: ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة والخفيفة مثل السباحة أو ركوب الدراجات للتخفيف من الأعراض.
- تغييرات في النظام الغذائي: يمكن أن يساعد النظام الغذائي الصحي في إبطاء تطور الوذمة الشحمية.
- شفط الدهون (شفط الدهون): في الحالات المتقدمة، يمكن التفكير في شفط الدهون لإزالة الأنسجة الدهنية الزائدة وتخفيف الأعراض. أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة.
علاج الدوالي الوريدية
يتراوح علاج الدوالي بين الإجراءات التحفظية والإجراءات طفيفة التوغل:
- فيناسيل (غراء الوريد): طريقة حديثة طفيفة التوغل تُستخدم فيها مادة لاصقة طبية خاصة لإغلاق الأوردة المصابة. هذه الطريقة لطيفة بشكل خاص ولا تتطلب جراحة.
- العلاج بالترددات الراديوية داخل الوريد (ClosureFast أو Venclose): طريقة أخرى طفيفة التوغل تُستخدم فيها موجات الراديو لإغلاق الأوردة المصابة. هذه الطريقة أيضاً فعالة جداً ولطيفة.
- العلاج بالليزر داخل الوريد: إجراء طفيف التوغل لإغلاق الأوردة المصابة باستخدام طاقة الليزر.
- المعالجة بالتصليب: طريقة يتم فيها حقن عامل مصلب في الأوردة المصابة لإغلاقها.
يعتمد اختيار العلاج على شدة الدوالي والاحتياجات الفردية للمريض. يمكن أن يخفف العلاج في الوقت المناسب من الأعراض ويمنع حدوث مضاعفات.
الخاتمة
الوذمة اللمفاوية والوذمة الشحمية هما حالتان مختلفتان ولكنهما حالتان خطيرتان ولكنهما مع ذلك لهما أعراض متشابهة وغالباً ما ترتبطان بالدوالي. يعد التشخيص الصحيح وخطة العلاج الشاملة أمرًا بالغ الأهمية لتحسين جودة حياة المصابين. يقف مركز فينازيل المتخصص في علاج الأوردة (VKZ) في برلين إلى جانبك بخبرته وأساليب العلاج الحديثة للتخفيف من الأعراض وتحسين صحتك. إذا كانت لديك أي أسئلة أو مخاوف بشأن الأعراض التي تعاني منها، يُرجى عدم التردد في الاتصال بنا وترتيب استشارة.



